الناصرية هي أحد تلك التوجهات والتيارات السياسية التي تعالج مشكلات واقعنا المعاصر، وهي لم تخرج للواقع من خلال التنظير الاكاديمي بعيدا عن الواقع الفعلي ، كذلك لم تكن معالجه عشوائية للواقع، انما استخدمت المنهج العلمي في قراءة الواقع وتوصلت إلى قوانين حركة المجتمع ومن ثم فقد آمنا بها وبأفكارها ، بمبادئها وأهدافها ، بمنطلقاتها وغاياتها وأسلوبها الثوري في التطبيق ، آمنا بمنهجها ونظريتها التي جعلت من الإنسان لا غيره أساسا للتطور . الحرية هي تلك الهدف النبيل الذي يسعى الإنسان إلى الوصول اليه ، لا تتصور الناصرية ان يكون المجتمع العربي بدون الحرية ، فان لم تكن للمجتمع حريته السياسية والاقتصاديه يظل هناك حجرا ضخما في سبيل تطوره ، واذا كان المجتمع ما هو الا مجموعه من البشر قد اتخذوا من هذا المكان أو ذاك وطنا لهم لظروف قد حكمها التاريخ فحريته لا تنفصل عنهم ، وأصبح المجتمع هو الاطار الذي يعملون فيه جاهدين لكي يتطوروا ، فلا يمكن ان يكون التطور علي حساب المجتمع ، وإذا كان شرط وجود الإنسان هو شرط لتطوره ، يصبح شرط وجود المجتمع شرطاً لتطوره ، وبما أن التطور هو ما يحقق مزيداً من الحرية للمجتمع وللإنسان ، فان اي فعل معادي للتطور يخرج من اطار الحرية ، أي أن أي فعل يهدد وجود الإنسان لا يعد من الحريات ، وأي فعل يهدد وجود المجتمع لا يعد من الحريات ، لان اي مجتمع هو نسيج مترابط ان اهدر منه جزء تأثر باقي النسيج ، فشرط وجود المجتمع هو المحدد الأول للحريات بهذا المجتمع ، ولا تتصور الناصرية ان يكون هناك ما يسمي بالمجتمع الحر ويكون الإنسان بداخل المجتمع لا يمتلك حريته في الفهم والتعبير والعمل ، كأن يكون محتلا عسكريا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو غيره من اشكال الاحتلال والعكس أيضاً فلا تتصور الناصرية أن يكون هناك إنسانا حرا في مجتمع غير حر ، فإما أن تكون الحرية للمجتمع وللإنسان بداخل هذا المجتمع وإما ان الحرية مجرد شعارات رنانة يرددها البعض ايهاما للاخرين بان تلك هي الحرية . الاشتراكية تسعي جاهدة عن طريق آلياتها إلى منع الاستغلال داخل المجتمع ، أن لا يستغل الإنسان أخيه الإنسان ، وأن لا يستغل الإنسان المجتمع بأسره لخدمه نفسه فقط أو قلة قليلة من مريديه دون تحقق المصلحة للوطن ، فكما قلنا بأن المجتمع ما هو الا مجموعه من البشر اتخذت مكانا معينا وطنا لها فهذ الوطن هو ملك لجميع أبنائه ملكية خاصة ومشتركة ، لا يحق لاحد احتكار أي جزء منه وتسخيرها له فقط ، المجتمع وموارده وإمكانياته وأرضه وثرواته هي ملك للجميع ، توظف في خدمه تطور الجميع ، من خلال مشاركة الكل في تحديد أولوياته واحتياجاته الأساسية وبعد دراسة كل الإمكانيات المتاحة ، ويشارك الجميع في العمل بعد وضع خطط العمل المشترك ، اي أن النشاط الاقتصادي في الاشتراكية لا يعرف العشوائية إنما هو تخطيط شامل يوجه نشاط المجتمع باسره لصالح الجميع ، الاشتراكية لا تجرم أو تحرم الملكيات الفردية كما يدعي البعض وإنما تحرم وتجرم الملكيات التي يختص اصحابها بها دون باقي المجتمع ويستغلونها في عرقلة أو منع تطور المجتمع محققين النفع الخاص لهم عن طريق الإستغلال والإحتكار وحرمان المجتمع وأفراده من الإنتفاع ، كما أنها لا تسعى إلى عدم الامتلاك الفردي لبعض وسائل الإنتاج في المجتمع وإنما تسعى إلى انتفاع الشعب كله بجميع وسائل الإنتاج من خلال التخطيط وتحديد ما يمكن ان يتاح للملكيه الفردية وما لا يمكن أن يتاح لها ، الاشتراكية كما قلنا هي تسعى إلى تطور المجتمع بما فيه من كل البشر وإلغاء الاستغلال انطلاقا من إمكانيات وقدرات هذا المجتمع ومعالجة لجميع مشكلاته فانها تنطلق في كل مجتمع من واقع مختلف وتواجه مشكلات مختلفة ، فهي وان كانت تقوم علي الغاء الاستغلال وتجميع كل طاقات المجتمع إلا أن هذا لا يعني أن لكل المجتمعات نفس الإمكانيات والمشكلات وهو ما يعني أن لكل مجتمع اشتراكيته الخاصة، فإذا كان مجتمعنا العربي له إمكانياته ومشكلاته الخاصه التي يفرضها واقعنا العربي فان اشتراكيتنا هي "الاشتراكية العربية" وبما أننا توصلنا إليها عن طريق البحث العلمي فهي "اشتراكيتنا العربية العلمية". الوحدة واقع الجهل بالقومية العربية أو إنكارها لا يعني عدم وجودها ، فقد تكونت القومية العربية على مر العصور وبفعل الظروف فأصبحت المنطقة الجغرافية بدءا من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي منطقة عربية تمتلك لغة واحدة وثقافة مشتركة ولنا تاريخ صنعناه سويا فيفرح المصري لفرح العراقي ويحزن اليمني لحزن الجزائري وأصبح مصيرنا بحكم وحدة المجتمع مصيرًا واحدًا، فإننا بهذا قد تكونّا أمة عربية واحدة تعايشنا سويا علي مدار مئات السنين . مواقف الناصريين تميزت مواقف الناصريين على المستوى المحلي بالدفاع عن القطاع العام ، ورفض سياسة الخصخصة ، التي تسرع الحكومة المصرية من خطواتها. ويحذر الناصريين باستمرار من خطورة تدخل مستثمرين أجانب يهود ، أو حتى إسرائيليين ، لشراء المصانع المصرية المعروضة للبيع ، وبالتالي التحكم في السوق المصري . كما ينتقد الناصريون سياسة العولمة ، ويحذرون من مخاطرها على الدول النامية. ويتضمن برنامجهم الانتخابي عددا من القضايا ، مثل العدالة الإجتماعية وحرية الرأي وبناء الوطن على عاتق أبنائه وتوفير فرص العمل المناسبة ، وحماية القطاع العام ، ومجانية التعليم والعلاج ، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب ، وإصدار الصحف. وعلى الصعيد الحزبي ، يعتبر الناصريون كل أبناء الوطن متساوين في الحقوق والواجبات كما دعت ثورة 23 يوليو1952م ، وثورة 25 يناير 2011م وينادي الناصريون إلى تكاتف القوى الوطنية جميعاً لبناء ما أفسده الحزب الوطني السابق . ثورة 25 يناير كان شباب الحزب العربي الناصري من أوائل المشاركين في الحراك السياسي وثورة الخامس والعشرين من يناير مطالبين بالإصلاح السياسي ثم رحيل النظام السابق - حسني مبارك وحزبه- إلى غير رجعة مشاركين بذلك إخوانهم من التيارات والحركات السياسية المطالبة بالحرية والتنمية جنباً إلى جنب مع كل التيارات المصرية والحزبية المعارضة للظلم والمنادية بالحرية والعدالة والتنمية.
2 مشترك
الناصرية
- مساهمة رقم 1
الناصرية
الناصرية هي أحد تلك التوجهات والتيارات السياسية التي تعالج مشكلات واقعنا المعاصر، وهي لم تخرج للواقع من خلال التنظير الاكاديمي بعيدا عن الواقع الفعلي ، كذلك لم تكن معالجه عشوائية للواقع، انما استخدمت المنهج العلمي في قراءة الواقع وتوصلت إلى قوانين حركة المجتمع ومن ثم فقد آمنا بها وبأفكارها ، بمبادئها وأهدافها ، بمنطلقاتها وغاياتها وأسلوبها الثوري في التطبيق ، آمنا بمنهجها ونظريتها التي جعلت من الإنسان لا غيره أساسا للتطور . الحرية هي تلك الهدف النبيل الذي يسعى الإنسان إلى الوصول اليه ، لا تتصور الناصرية ان يكون المجتمع العربي بدون الحرية ، فان لم تكن للمجتمع حريته السياسية والاقتصاديه يظل هناك حجرا ضخما في سبيل تطوره ، واذا كان المجتمع ما هو الا مجموعه من البشر قد اتخذوا من هذا المكان أو ذاك وطنا لهم لظروف قد حكمها التاريخ فحريته لا تنفصل عنهم ، وأصبح المجتمع هو الاطار الذي يعملون فيه جاهدين لكي يتطوروا ، فلا يمكن ان يكون التطور علي حساب المجتمع ، وإذا كان شرط وجود الإنسان هو شرط لتطوره ، يصبح شرط وجود المجتمع شرطاً لتطوره ، وبما أن التطور هو ما يحقق مزيداً من الحرية للمجتمع وللإنسان ، فان اي فعل معادي للتطور يخرج من اطار الحرية ، أي أن أي فعل يهدد وجود الإنسان لا يعد من الحريات ، وأي فعل يهدد وجود المجتمع لا يعد من الحريات ، لان اي مجتمع هو نسيج مترابط ان اهدر منه جزء تأثر باقي النسيج ، فشرط وجود المجتمع هو المحدد الأول للحريات بهذا المجتمع ، ولا تتصور الناصرية ان يكون هناك ما يسمي بالمجتمع الحر ويكون الإنسان بداخل المجتمع لا يمتلك حريته في الفهم والتعبير والعمل ، كأن يكون محتلا عسكريا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو غيره من اشكال الاحتلال والعكس أيضاً فلا تتصور الناصرية أن يكون هناك إنسانا حرا في مجتمع غير حر ، فإما أن تكون الحرية للمجتمع وللإنسان بداخل هذا المجتمع وإما ان الحرية مجرد شعارات رنانة يرددها البعض ايهاما للاخرين بان تلك هي الحرية . الاشتراكية تسعي جاهدة عن طريق آلياتها إلى منع الاستغلال داخل المجتمع ، أن لا يستغل الإنسان أخيه الإنسان ، وأن لا يستغل الإنسان المجتمع بأسره لخدمه نفسه فقط أو قلة قليلة من مريديه دون تحقق المصلحة للوطن ، فكما قلنا بأن المجتمع ما هو الا مجموعه من البشر اتخذت مكانا معينا وطنا لها فهذ الوطن هو ملك لجميع أبنائه ملكية خاصة ومشتركة ، لا يحق لاحد احتكار أي جزء منه وتسخيرها له فقط ، المجتمع وموارده وإمكانياته وأرضه وثرواته هي ملك للجميع ، توظف في خدمه تطور الجميع ، من خلال مشاركة الكل في تحديد أولوياته واحتياجاته الأساسية وبعد دراسة كل الإمكانيات المتاحة ، ويشارك الجميع في العمل بعد وضع خطط العمل المشترك ، اي أن النشاط الاقتصادي في الاشتراكية لا يعرف العشوائية إنما هو تخطيط شامل يوجه نشاط المجتمع باسره لصالح الجميع ، الاشتراكية لا تجرم أو تحرم الملكيات الفردية كما يدعي البعض وإنما تحرم وتجرم الملكيات التي يختص اصحابها بها دون باقي المجتمع ويستغلونها في عرقلة أو منع تطور المجتمع محققين النفع الخاص لهم عن طريق الإستغلال والإحتكار وحرمان المجتمع وأفراده من الإنتفاع ، كما أنها لا تسعى إلى عدم الامتلاك الفردي لبعض وسائل الإنتاج في المجتمع وإنما تسعى إلى انتفاع الشعب كله بجميع وسائل الإنتاج من خلال التخطيط وتحديد ما يمكن ان يتاح للملكيه الفردية وما لا يمكن أن يتاح لها ، الاشتراكية كما قلنا هي تسعى إلى تطور المجتمع بما فيه من كل البشر وإلغاء الاستغلال انطلاقا من إمكانيات وقدرات هذا المجتمع ومعالجة لجميع مشكلاته فانها تنطلق في كل مجتمع من واقع مختلف وتواجه مشكلات مختلفة ، فهي وان كانت تقوم علي الغاء الاستغلال وتجميع كل طاقات المجتمع إلا أن هذا لا يعني أن لكل المجتمعات نفس الإمكانيات والمشكلات وهو ما يعني أن لكل مجتمع اشتراكيته الخاصة، فإذا كان مجتمعنا العربي له إمكانياته ومشكلاته الخاصه التي يفرضها واقعنا العربي فان اشتراكيتنا هي "الاشتراكية العربية" وبما أننا توصلنا إليها عن طريق البحث العلمي فهي "اشتراكيتنا العربية العلمية". الوحدة واقع الجهل بالقومية العربية أو إنكارها لا يعني عدم وجودها ، فقد تكونت القومية العربية على مر العصور وبفعل الظروف فأصبحت المنطقة الجغرافية بدءا من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي منطقة عربية تمتلك لغة واحدة وثقافة مشتركة ولنا تاريخ صنعناه سويا فيفرح المصري لفرح العراقي ويحزن اليمني لحزن الجزائري وأصبح مصيرنا بحكم وحدة المجتمع مصيرًا واحدًا، فإننا بهذا قد تكونّا أمة عربية واحدة تعايشنا سويا علي مدار مئات السنين . مواقف الناصريين تميزت مواقف الناصريين على المستوى المحلي بالدفاع عن القطاع العام ، ورفض سياسة الخصخصة ، التي تسرع الحكومة المصرية من خطواتها. ويحذر الناصريين باستمرار من خطورة تدخل مستثمرين أجانب يهود ، أو حتى إسرائيليين ، لشراء المصانع المصرية المعروضة للبيع ، وبالتالي التحكم في السوق المصري . كما ينتقد الناصريون سياسة العولمة ، ويحذرون من مخاطرها على الدول النامية. ويتضمن برنامجهم الانتخابي عددا من القضايا ، مثل العدالة الإجتماعية وحرية الرأي وبناء الوطن على عاتق أبنائه وتوفير فرص العمل المناسبة ، وحماية القطاع العام ، ومجانية التعليم والعلاج ، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب ، وإصدار الصحف. وعلى الصعيد الحزبي ، يعتبر الناصريون كل أبناء الوطن متساوين في الحقوق والواجبات كما دعت ثورة 23 يوليو1952م ، وثورة 25 يناير 2011م وينادي الناصريون إلى تكاتف القوى الوطنية جميعاً لبناء ما أفسده الحزب الوطني السابق . ثورة 25 يناير كان شباب الحزب العربي الناصري من أوائل المشاركين في الحراك السياسي وثورة الخامس والعشرين من يناير مطالبين بالإصلاح السياسي ثم رحيل النظام السابق - حسني مبارك وحزبه- إلى غير رجعة مشاركين بذلك إخوانهم من التيارات والحركات السياسية المطالبة بالحرية والتنمية جنباً إلى جنب مع كل التيارات المصرية والحزبية المعارضة للظلم والمنادية بالحرية والعدالة والتنمية.