مرحبا بكم في منتديات ابناء دنفيق 
من طرف 
تعود المواجهة الحقيقية الوحيدة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين بطلين للدوري في بلديهما هما برشلونة الإسباني وميلان الإيطالي إلى الواجهة مجددا في صدام حاسم لن يقبل التراضي مثلما حدث في مباراة الذهاب.
ومن المؤكد أن نتيجة مباراة الذهاب عقدت الحسابات كثيرا في مباراة العودة، فالتعادل السلبي يعني أن المباراة كأنها لم تكن، فالفوز يصعد بصاحبه لقبل النهائي والخسارة تطيح بصاحبها خارج المنافسة، بينما التعادل الإيجابي يصعد بميلان والسلبي يصل بنا لركلات الأعصاب الترجيحية.
كيف سيبدأ برشلونة المباراة
ما يميز برشلونة هو أن طريقة لعبه لا تتغير سواء على ملعبه أو خارجه، وسواء كان يبحث عن الفوز أو يحتاج إلى التعادل، فهو يلعب بطريقة الاستحواذ على الكرة والتمرير القصير والهجوم الدائم على منافسه.
ومن هذا المنطلق، فإن برشلونة سيلعب بتشكيلته التقليدية ومع عودة تشافي الذي خاض المران الأخيرة لفريقه قبل المباراة، حيث سيلعب بطريقته المعهودة 4-3-3، بوجود بويول على الجهة اليسرى وداني ألفيش على اليمنى والثنائي ماسكيرانو وبيكيه.
أما في الوسط فسيلعب بوسكيتس في مركز لاعب الوسط المدافع (قاطع الكرات) وأمامه الثنائي إنييستا وتشافي.
وفي المقدمة سيلعب الثلاثي فابريغاس وأليكسيس سانشيز كجناحين مهاجمين وميسي كمهاجم خفي (رقم 9 خادع).
كيف سيبدأ ميلان المباراة
من المتوقع أن يلعب ميلان بطريقة 4-3-1-2، وهي الطريقة ذاتها التي خاض بها مباراة الذهاب، نظرا لأنه لا يملك الكثير من الأوراق التي تمكنه من تغيير طريقة اللعب، بالنظر إلى غياب كل من المدافع البرازيلي تياغو سيلفا ولاعب الوسط الهولندي مارك فان بومل، ومن الصعب أن يخاطر أليغري بالدفع بالبرازيلي العائد باتو منذ البداية.
ومن حسن حظ ميلان أن أباتي عاد ليلعب على الجهة اليمنى وملاقاة فابريغاس، فيما سيعود أنطونيني رجل مباراة الذهاب إلى الجهة اليسرى لمواجهة أليكسيس.
وفي وسط الملعب، سيقوم أمبروزيني بالدور الذي قام به في الذهاب وهو مراقبة ميسي، فيما سيعاونه على مهام الوسط سيدورف الذي سيلعب دور صانع الألعاب المتأخر ونوتشيرينو الذي سيقوم بدور لاعب الوسط الكلاسيكي ومساندة انطلاقات أباتي على الجهة اليمنى.
وأمام الجدار الثلاثي الدفاعي سيلعب الغاني بواتينغ في مركز لاعب الوسط المهاجم خلف الثنائي البرازيلي روبينيو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
المناورات التكتيكية
بافتراض أن برشلونة سيلعب بطريقته المعهودة، فإنه سيلعب بخط دفاع عالي لضغط ميلان في وسط ملعبه، وسيعتمد على تقاربه خطوطه الثلاثة وضيق المسافات بين لاعبيه.
وسيلعب ميسي كرقم 9 مخادع (False nine)، حيث سيتواجد في أغلب الأحيان قرب وسط الملعب، وسيتمركز الثنائي أليكسيس وفابريغاس على الجهتين اليمنى واليسرى، تاركين منطقة الجزاء خالية.
هذه الطريقة التي يعتمدها برشلونة دائما في إرباك منافسيه، حيث لا يستطيع قلبا دفع الخصم تنفيذ رقابة لصيقة مع مهاجمي البرسا نظرا لبعدهم عن المنطقة، فيما يقتحم لاعبو برشلونة منطقة الجزاء بشكل جماعي عند تمرير الكرة قرب أو داخل منطقة الجزاء.
لكن نقطة ضعف برشلونة التكتيكية تكمن في ميسي(!)، فلاعبو التشكيلة الأساسية لبرشلونة أحرزوا 17 هدفا، منهم 12 هدفا لميسي وحده، وهو ما يوضح الاعتماد الهائل على النجم الأرجنتيني لإحراز الأهداف.
والدليل على ذلك أن برشلونة لم يستطع هز شباك منافسه في الذهاب بسبب الرقابة اللصيقة على ميسي، كما أن اللاعب لم ينجح في هز شباك ميلان إلا مرة واحدة في سبع مباريات ومن ركلة جزاء.
كما سيعاني برشلونة من الارتباك الدفاعي في خط الدفاع، حيث سيلعب اثنان من لاعبيه في غير مركزيهما، وهما القائد بويول الذي سيلعب على الجهة اليسرى وماسكيرانو الذي سيلعب في قلب الدفاع.
على الجهة الأخرى، من الواضح أن ميلان سيلعب بخطة دفاعية بحتة، مع إعطاء المهام الهجومية للثلاثي بواتينغ وروبينيو وإبراهيموفتيش.
ويتميز بواتينغ على زميليه بقدرته على أداء المهام الدفاعية، وهو ما يرجح قربه من الوسط ومشاركته في الصراع على امتلاك منطقة المناورات في وسط الملعب.
وربما يكون روبينيو رأس حربة على الورق، لكنه في معظم الأوقات سيكون ثلاث أرباع مهاجم (Trequartista) أو ما يلقب بـ"مهاجم الظل"، وهو رأس الحربة الذي يتمركز عادة في الثلث الأخير من الملعب.
أما إبراهيموفيتش، فسيكون "المهاجم المستهدف" (Target Man) لميلان، أي المهاجم المحطة ومحور أداء الفريق، والذي سيتلقى التمريرات الطولية من زملائه في خط الوسط، وتحديدا سيدورف، مستغلا قامته الفارعة وقدرته على السيطرة على الكرة تحت ضغط الخصم.
وخلافا لمنافسه، فإن ميلان يتميز بالتنوع في إحراز الأهداف، حيث أحرز لاعبو التشكيلة الأساسية 11 هدفا، 5 منهم لإبرا و3 لكل من بواتينغ وروبينيو.
وإذا كانت نتيجة المباراة في علم الغيب، فإن المؤكد أن عشاق الفريقين وكرة القدم الجميلة سيستمتعون بمباراة قوية وممتعة بين اثنين من أكبر الفرق على مستوى العالم.. فإنا لها لمنتظرون!
* ملحوظة: الصورة فقط من صحيفة غازيتا ديللو سبورت الإيطالية
