تحت عنوان "امراه عاديه مصريه في القصر الرئاسي" نشرت صحيفه "نيويورك تايمز" الامريكيه تقريرًا عن السيده "نجلاء علي محمود"، او "ام احمد"، زوجه الرئيس المنتخب، "محمد مرسى".
أم أحمد رمز لانتصار الثورة:
قالت صحيفه النيويورك تايمز الامريكية ان السيده "نجلاء" التي ترتدي زيًا اسلاميًا وغطاءً للراس يغطي جسدها حتي الركبه( الخمار)، لم تلتحق بالجامعه، كما انها لا تحمل الاسم الاخير من اسم زوجها، كما كان يطلق اسم ( سوزان مبارك) علي زوجه الرئيس المخلوع "حسني مبارك" . حيث انها تعتبر ان ذلك تقليد غربي لا يتناسب مع الشرق، وتفضل ان يطلق عليها اسم "ام احمد"، نسبه لابنها الاكبر "احمد"، وهو تقليد مصري، وترفض ايضا ان يقال عليها سيده مصر الاولي.
ام احمد تختلف عن سوزان وجيهان
وتختلف "ام احمد" البالغه من العمر 50 امًا عن "سوزان مبارك" او عن "جيهان السادات" زوجه الرئيس الراحل "انور السادات، ففي الوقت الذي راها البعض انها لا تمثل صوره السيده الاولي، اعتبرها اخرون رمزًا للتغيير الحقيقي الذي احدثته الثوره، فهي امراه عاديه يشعر معها المواطن وكانها والدته.
ورات الصحيفه ان صوره "ام احمد" التقليديه باتت ترمز للخط الفاصل في الحرب الثقافيه التي جعلت من الوحده هدفًا يصعب تحقيقه منذ الاطاحه بحكم الرئيس السابق، حسني مبارك، فهي تمثل التغيير الديمقراطي التي جاءت رياح الثوره محمله به، فهي سيده تعيش في القصر الرئاسي، لكنها تشبه وتعيش مثل اخوات وامهات المصريين.
الا ان البعض من ابناء النخبه المتاثره بالغرب، يرون انها تمثل الرجعيه والريف، وهذا ما كانوا يخشون حدوثه في حال نجح الاسلاميون وجماعة الاخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفه عن أحمد صلاح ( 29 عامًا) يعمل في بنك ويمتلك مقهي مع اصدقائه في الزمالك قوله: "لا استطيع ان اصفها بالسيده الاولي تحت اي ظرف من الظروف، فهي لا يمكن ان تكون الصوره لسيدات مصر".
ومضت الصحيفه تقول ان صورتها اشعلت النقاش علي المواقع الالكترونيه والصحف، فقد تساءلت صحيفه "الفجر" بتشكك: "كيف يمكنها ان تقابل زعماء العالم وفي الوقت نفسه تلتزم بالمعايير الاسلاميه؟، كما ان قول لا تنظر اليها، لا تسلم عليها يبدو وكانه سنياريو كوميدي.
ونقلت الصحيفه عن "نوران نعمان"، طالبه في كليه الهندسه قولها: "ان "نجلاء" ستشعر بالحرج؛ اذا سافرت الي نيويورك او اي مكان بالعالم، فالناس ستسخر منها وتقول "سيدتكم الاولي ترتدي العباءه، سيدات مصر كن انيقات".
ورغم ذلك، راي كثيرون ان منتقديها هم الخاطئون، فامثال "سوزان مبارك" هم الاغراب، فهم لا يمشون بالشوارع، وهذا تحديدا ما نريده: التغيير، هكذا قالت "مريم مراد"، طالبه علم نفس.
واتفقت معها "داليا صابر"، دكتوره في كليه الهندسه تبلغ من العمر 36 عامًا، قائله: "هي تبدو مثل امي، ومثل والده زوجي وغالبا مثل ام الجميع، فبالنسبه اليها، مرسي وزوجته يمثلان الربيع العربي والذي يرتكز علي وضع اناس عاديين في سده الحكم. واضافت قائله: "هم يشبهوننا، والناس تشعر بان هناك تغييرًا وقع".
واشارت الصحيفه الي ان "ام احمد" تعرف انها ستواجه صعاب كثيره وانه ليس من السهل ان تصبح زوجه اول رئيس اسلامي للبلاد، حسبما اكدت لصحيفه الاخوان المسلمين (الحريه والعداله)، وقالت "ام احمد": "ان المواطنين سيقارنون بيني وبين "سوزان مبارك" التي كانت تلعب دورًا كبيرًا في السياسه المصريه من وراء الكواليس، وكان لها نفوذ غير عادي، اذا ما لعبت دورًا في الحياه العامه، واذا ما اختفيت عن الساحه، سيخرج من يقول ان زوجه الرئيس اختفت، لان زوجها الاسلامي هو الذي اجبرها علي عدم الظهور وهذا يعكس رؤيه الاسلاميين لعمل المراه.
وتحدثت الصحيفه عن مسار "ام احمد" التي تربت في منطقه "عين شمس" الفقيره بالقاهره، وتزوجت من "مرسي" ابن عمها بينما كان عمرها 17 عاما، وكانت في الدراسه في المرحله الثانويه، بينما كان عمره هو 28 عامًا. وبعد ثلاثه ايام من زفافهما، غادر "مرسي" الي "لوس آنجلوس"، لاكمال درجه الدكتوراه في جامعه جنوب كاليفورنيا.
وقد اكملت "ام احمد" دراستها الثانويه، ودرست اللغه الانجليزيه في القاهره. وبعد عام ونصف العام بعد زواجهما انضمت الي زوجها في لوس انجلوس، حيث تطوعت بالعمل في بيت طالبات مسلمات، وكانت تقوم بترجمه خطب للنساء المهتمات في التحول الي الاسلام. وبينما كانا في لوس انجلوس تلقا الزوجان عرضا للانضمام للإخوان المسلمين، وهو العرض الذي لم يكنا يدركان انه سيحدد في وقت لاحق مسار حياتهما.
وقالت "ام احمد" في حديثها لصحيفه الاخوان المسلمين ( الحريه والعداله) ان الاخوان المسلمين عندما يعرضون علي احد الانضمام اليهم، لايخدعونه وانما يقولون الحقيقه بان الطريق ليس سهلاً وان هناك متاعب، وهذا ما كنا نعرفه"، حتي انهم طلبوا من "مرسي" قبل الموافقه علي الانضمام للجماعه ان ياخذ راي زوجته، لان ما يهمهم استقرار الاسره، قبل ضمان انضمام عضو جديد.
وبعد ان اكمل مرسي دراسته في لوس انجلوس، لم تكن "ام احمد" ترغب مبدئيًا في مغادره امريكا، حيث ولدت ابنين من ابنائها الخمسه هناك ويحملان الجنسيه الامريكيه، الا ان "مرسي" اراد ان يكبر ويتربي ابناؤه في مصر.
وبعد عودتهم من امريكا عام 1985، التحق "مرسي" بجامعه الزقازيق، بينما اكتفت زوجته بالعمل كربه منزل، ولكنها تطوعت في العمل لتعليم الفتيات الصغيرات وغيرها من الاعمال الخيريه التي كانت تقوم بها في اطار جماعه الاخوان المسلمين. وكثيرا ما ظهرت "ام احمد" مع زوجها خلال الحملات الانتخابيه، الا انها كانت ترفض الوقوف امام عدسات المصورين لالتقاط الصور الا بشروط، كما كانت ترفض الحديث.
واشارت الصحيفه الي ان المصريين بداوا يرددون باستغراب، "سيده من بلده فقيره، تصل الي قصر الرئاسه، وهناك من يطلق النكات قائلا: "ام احمد يطلق عليها ام جمال"، في اشاره الي "سوزان مبارك" وابنها "جمال".