طالما تحدثنا عن أهمية الجانب الانساني في حياة نجوم كرة القدم، ولا سيما الأساطير منهم، وها هو النجم الارجنتيني ليونيل ميسي يسير على خطى العملاقة، ليس على أرض الملعب فحسب، وإنما في ميادين الحياة العامة.
وأثبت نجم النجوم في برشلونة بطل اسبانيا وأوروبا أنه نموذج يحتذى في التعامل الانساني النبيل، وذلك من خلال ما قام به مع الطفل الصغير المسلم سفيان، والذي عاني من إقامة نادرة ولا يسير إلا على أقدام اصطناعية، حيث قدم ميسي وعده للطفل أن يتذكره خلال مباراة اوساسونا، وأوفى بعهده من خلال حركة قام بها عندما لمس فخذيه ثم رفع يديه إلى السماء.
كان ميسي التقى سفيان في أواخر كانون الثاني من العام الجاري وأهدى له قميصه أثناء حضور الأخير لتدريبات البارشا، وأعجب ميسي بالطفل لإصراره على ارتداء شورت الفريق الكتالوني على الرغم من المرض الذي ألم بساقيه وهو الأمر الذي أثر كثيرا في ميسي.
وعاد النجم الأرجنتيني للالتقاء بسفيان مجددا الجمعة بمبادرة من قناة اسبورتي 3 ووعده ميسي بأنه إذا أحرز هدفا في أوساسونا فسيخصصه له، وطالبه صديقه الصغير بأن يحتفل بطريقة خاصة غير رفع يديه في السماء، واتفقا على أن يلمس ميسي فخذيه كاحتفال خاص لسفيان، وهو ما فعله النجم.
وقال سفيان بعد التقاط صورة تذكارية مع ميسي وبحضور والده وأـمه المحجبة: "الآن أستطيع القول أن ميسي صديقي"، ولم تذكر وكالات الأنباء التي تناقلت الخبر أصول سفيان، واكتفت بذكر أنه ولد في اسبانيا، ورجحت بعض المصادر أنه من أصول مغاربية.
وتذكر ميسي خلال لقائه بسفيان الطفل ووالديه، وصوله إلى إسبانيا في سن الثالثة عشرة مع أسرته هرباً من الأزمة الاقتصادية في بلاده.
وكان ميسي يعاني في الصغر من قصر القامة نتيجة نقص هرمونات النمو، حيث بلغ طوله 1.32 مترا وهو في الحادية عشرة من عمره بينما بلغ وزنه 30 كلغم.
وتعين اخضاع اللاعب الموهوب لعلاج ولكن أسرته لم تتمكن من تحمل النفقات، إلا أن موهبته دفعت فريق برشلونة لضمه وتحمل نفقات العلاج الذي أثمر عن زيادة طول قامة ميسي إلى 1.67 مترا، ومن ثم تحول الأرجنتيني إلى اللاعب الأفضل في العالم.
والجميل في هذه القصة هو تحييد الجوانب التي عادت ما تحول بين النجوم الكبار وقضايا إنسانية، خصوصا في ظل العداء الإعلامي التي كان منصبا على العرب والمسلمين في أوروبا، وقد أثبت ميسي أنه يستحق أن يكون نجوم النجوم وحبيب الملايين في جميع أنحاء العالم.