في واحدة من أكثر مباريات الدوري الإسباني إثارة، نجح ريال مدريد في تحقيق فوز ملحمي بشق الأنفس بملعب مضيفه ريال بيتيس بثلاثة أهداف مقابل اثنين في المواجهة التي جمعتهما في الجولة الـ27 من الليجا.
واحتفل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بمئويته مع الريال على أروع ما يكون، حيث أضاف فريقه اسما جديدا في قائمة ضحاياه بالبطولة، وواصل الزحف نحو التتويج مبكرا باللقب الغائب عن خزائنه منذ ثلاثة مواسم.
ووسع الميرينجي الفارق مؤقتا على القمة مع غريمه الأزلي وحامل اللقب برشلونة الى 13 نقطة قبل مباراة الاخير الأحد مع راسينج سانتاندير في نفس الجولة، حيث أضاف العملاق المدريدي الى جعبته النقطة 70.
وقدم ريال بيتيس أروع عروضه في البطولة وكان ندا حقيقيا لسيد أندية أوروبا، لكن المباراة تسربت من بين يديه بفضل براعة هداف الليجا كريستيانو رونالدو الذي منح فريقه الفوز بفضل ثنائيته التي أبقته متربعا على عرش الهدافين بـ32 هدفا وبفارق أربعة اهداف عن غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم البرسا.
وتجمد رصيد الفريق الأندلسي عند 30 نقطة في المركز الـ13.
وبالنظر الى مجريات المباراة، فلم يكن بيتيس في حاجة لفترة جس للنبض، اذ سرعان ما كشر عن انيابه الهجومية بتسجيل هدف مبكر بعد مضي تسع دقائق فقط عن طريق المهاجم خورخي مولينا، الذي استغل ارتباك دفاعي وخطأ مشترك في الرقابة من سرخيو راموس وبيبي.
وتخطى الجناح ناتشو بسرعته الظهير الأيمن ألفارو أربيلوا من الجبهة اليسرى، ليمرر عرضية متقنة الى روبن كاسترو الذي تسلمها ببراعة، وسط اعتراضات مدريدية على تسلمه الكرة بيده، قبل أن يمنح تمريرة الهدف لمولينا الذي لم يتوان عن تسديد كرة قوية في شباك إيكر كاسياس.
لم يتخل بيتيس عن طموحه في الخروج منتصرا من اللقاء فواصل هجومه الشرس على مرمى كاسياس مستغلا سوء حالة دفاع الميرينجي وخط وسطه.
لكن الهداف الأرجنتيني جونزالو إيجواين حفظ كرامة العملاق المدريدي بإدراك التعادل (ق24) بعد أن تسلم تمريرة ماكرة من صانع الالعاب الألماني مسعود أوزيل انفرد بها بمرمى فابريسيو قبل أن يسدد تصويبة صاروخية اخترقت شباكه.
وتصدى كاسياس لتسديدة قوية من الخطير روبن كاسترو (ق31) وبعدها لاحت أخطر الفرص لاصحاب الأرض للعودة للتقدم من جديد، حين أنقذت العارضة تصويبة قوية وجهها سلفادور سيفيا وفشل كاسياس في التعامل معها (ق40) لكن التوفيق لم يكن حليفه.
في الشوط الثاني بدا الريال أكثر تصميما على محو آثار الشوط الأول المخيب، فأعاد مورينيو تنظيم صفوفه وظهرت اللمسات الهجومية للأبيض الملكي، فسرعان ما رجح كريستيانو كفة فريقه بعد تسلم عرضية قصيرة من مارسيلو على بعد خطوات من مرمى فابريسيو ليسدد هداف الليجا بسهولة ودون تردد في الشباك الأندلسية مسجلا ثاني أهداف فريقه (ق51).
لكن الفرحة لم تدم كثيرا، ولأن اخطاء دفاع الريال لم تتوقف، فقد نجح الإكوادوري جيفرسون مونتيرو في ادراك التعادل بعد ثلاث دقائق فقط من هدف رونالدو، وذلك بعد أن تابع كرة ارتدت من جسد أربيلوا غير الموفق ليصوب أرضية قوية في شباك كاسياس الذي لم يحرك ساكنا واكتفى بتوجيه اللوم لدفاعه.
بلغت المباراة قمة الإثارة حين أنقذ كاسياس مرماه من هدف محقق من هجمة مزدوجة شنها كاسترو ومونتيرو (ق58) ليضيع فرصة الهدف الثالث على الأندلسيين.
ورد فابريسيو سريعا على تألق كاسياس فأنقذ مرماه من تصويبة قوية من مارسيلو (ق60).
لم تخذل اللياقة البدنية لاعبي بيتيس فواصلوا الضغط على دفاعات الريال دون توقف، ليجبروا الفريق الملكي على الاعتماد على المرتدات السريعة.
وتحققت الانفراجة للريال مرة اخرى عبر كريستيانو ذو الشهية التهديفية المفتوحة، حيث أعاد التقدم للريال من متابعة رائعة لكرة رأسية تصدى لها الحارس فابريسيو ارتدت امامه ليسددها بقوة ويمزق شباك بيتيس للمرة الثالثة (ق72).
وأجرى مورينيو أول تبديلاته متأخرا بعد الهدف الثالث مباشرة، حين أراح البرازيلي ريكاردو كاكا ودفع باستيبان جرانيرو، وبعدها بدقائق دفع بخوسيه كايخون بدلا من إيجواين.
وواصل رونالدو تقديم أروع عروضه فأمطر مرمى بيتيس بوابل من التسديدات الصاروخية، لكن سوء الحظ منعه من مضاعفة حصيلته التهديفية.
وقبل دقيقتين من صافرة الختام منح مورينيو الفرصة لمهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة العائد من الإصابة للدخول في اجواء المباراة بدلا من أوزيل.
وطالب لاعبو بيتيس بركلة جزاء في الثوان الاخيرة للمباراة بداع لمس سرخيو راموس الكرة بيده امام مرمى كاسياس، ولكن الحكم تغاضى عن مطالباتهم واختتم اللقاء بفوز عصيب للضيوف.