اشاد الكاتب الصحفى السودانى عبد المجيد عبد الرازق بحمد ابوتريكة لاعب النادى الاهلى ومنتخب مصر الاول بعد المواقف الانسانية التى قام بها عقب مجزرة بورسعيد وكذلك موقفه من اطقال غزة فى 2008 .
قال عبدالمجيد فى مقالة بجريدة الشرق القطرية تحت عنوان " ابتسامة أبوتريكة تعود (من المريخ) "قدمت الكرة المصرية عبر تاريخها الطويل والعريق العديد من النجوم الذين دخلوا قلوب الجماهير العربية من أوسع الأبواب ومن الخليج إلى المحيط واجتمع في حبهم جمهور الأهلي والزمالك معا بعد أن قدموا عطاء متميزا داخل الملعب مصحوبا بالأخلاق الرفيعة، فلم تغرهم النجومية بل زادتهم تواضعا وأسهموا في تقديم مبادرات إنسانية خدمة لشعبهم.
واضاف "كثيرون تضيق المساحة لذكرهم منهم من رحل ومنهم من اعتزل ولكنه بقي في القلوب وذاكرة الناس بما قدمه من عطاء ويكفي أن نشير إلى رموز من الأجيال التي عايشناها وأضرب مثلا بالثنائي أسطورة الكرة العربية محمود الخطيب والمعلم حسن شحاتة اللذين مازالا يحتفظان بنجوميتهما وكأنهما مازالا داخل الملعب.
وتابع " وبعد اعتزال الخطيب توقع البعض أنه آخر الموهوبين ونسوا أن حواء مصر مازالت حبلى وقادرة على إنجاب العمالقة والموهوبين فقدمت نجما استثنائيا تعدت شهرته حدود الوطن العربي وهو يبدع ويمتع بل يعزف داخل المستطيل الأخضر ليدمي الأكف بالتصفيق ويمثل نموذجا للاعب الخلوق الملتزم بتعليمات دينه الحنيف فأحبه كل من تابعه سواء مع فريقه الأهلي أو المنتخب.
واردف "هو ملاك الكرة العربية اللاعب الكبير محمد أبو تريكة الذي لم يجمع الناس على شخص كما أجمعوا عليه وأحبه حتى الذين لا علاقة لهم بكرة القدم من خلال مبادراته الخيرية التي ظل يقوم بها وكلنا نذكر دعمه لغزة من خلال الهدف الذي أحرزه في شباك منتخب السودان في نهائيات أمم إفريقيا 2008 بإستاد كوماسي بغانا حيث رفع قميصا داخليا كتب عليه عبارات تدعم أطفال غزة بعد الاعتداءات الإسرائيلية وأجبرنا على أن نصفق له لأن العبارات أنستنا أن الهدف في شباكنا ويمثل خسارة للمنتخب السوداني وقد علقت يومها على الإنذار الذي أشهره له الحكم اعتقادا منه أنه إعلان ويخالف اللوائح وقلت: لو كان الحكم يدري بمغزى تصرف أبوتريكة لاستعمل روح القانون ولو تعامل الكاف برسالة الرياضة لمنحه جائزة..
واكمل "أبوتريكة تعرض لهزة نفسية عنيفة كادت أن تؤدي لاعتزاله والتي تمثلت في كارثة إستاد بورسعيد بعدما شاهد مناظر تهز الجبال وعددا من المشجعين يموتون على يديه ويلهمهم الشهادة وتعامل أبوتريكة مع كل الضحايا كأنهم إخوانه وهو يقف مع كل أسرة فقدت عزيزا لديها، حيث سخر ماله وجهده ودخل كل البيوت وأقام احتفالا بمنزله لأمهات الشهداء في يوم عيد الأم فخفف الحزن ومسح الدموع.
منذ الأحداث غابت الابتسامة عن شفاه اللاعب أبوتريكة وتابعناه مع الأهلي في مباراتي البن الإثيوبي وكان واضحا أن الحزن مازال مسيطرا عليه وأخذ منه الكثير وقد حرصت على متابعة أدائه مع المنتخب في مباراته أمام أوغندا التي استضافها إستاد المريخ بالسودان في إطار إعداده لمباراة إفريقيا الوسطى في تصفيات أمم إفريقيا 2013 وكنت أتمنى أن يحرز هدفا يغسل به أحزانه فتحقق الأمل وكانت سعادتنا كبيرة بالهدف الرأسي الغالي من أبوتريكة وسعدنا أكثر بعودة الابتسامة التي أضاءت وجهه.
أكبر مكاسب منتخب مصر من مباراة أوغندا عودة ابتسامة أبوتريكة الذي شعرنا لحظتها وكأنه تحلل من حمل ثقيل وانعكست على بقية زملائه وأظنها على كل من تابع المباراة.
كل الأمنيات بعودة الروح وعودة الاستقرار للملاعب المصرية ونأمل أن نشاهد مستوى أفضل للمنتخب المصري في مبارياته القادمة.