قاد الاسطورة الكولومبي راداميل فالكاو فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني للتتويج اليوم بلقب السوبر الأوروبي بعد ان أمطر شباك تشيلسي الإنجليزي بأربعة أهداف مقابل واحد، تكفل هو بمفرده بتسجيل "هاتريك" منها، في النهائي الأكثر تهديفا في تاريخ البطولة.
وحقق الفريق المدريدي، بطل دوري أوروبا، ثاني بطولة سوبر في تاريخه بعد التي حصدها في 2010 ، وفي المرتين تفوق على الفائز بدوري أبطال أوروبا: إنتر ميلانو الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي.
في حين فشل تشيلسي في احراز لقب السوبر الثاني بعد نسخة 1998 حين تفوق على ريال مدريد، في حضور مدربه الإيطالي الشاب روبرتو دي ماتيو حين كان لاعبا، ليعجز عن تحقيق الثنائية في قمة اليوم التي احتضنها ملعب لويس الثاني بإمارة موناكو الفرنسية.
وأثبت فالكاو في الشوط الأول أنه يأتي في مصاف أفضل رؤوس الحربة في العالم، إن لم يكن أفضلهم بالفعل، وذلك بعد أن سجل بمفرده ثلاثية في 45 دقيقة بلوحات فنية متنوعة، لينهي المهمة باكرا.
دون جس نبض بدأ فالكاو نصب السيرك لترويض مدافعي البلوز، فسدد كرة قوية في العارضة بعد أربع دقائق من صافرة البداية أحسن فيها التعامل مع عرضية متقنة من الظهير البرازيلي فيليبي لويس.
لكن فالكاو عوض الفرصة سريعا بعد دقيقتين فقط، إذ سجل هدف الفرحة الأولى للروخي بلانكوس بعد ان انطلق بسرعته متجاوزا خط دفاع تشيلسي بأكمله، ويسقط الكرة من فوق الحارس التشيكي العملاق بيتر تشيك مخترقة شباكه، فيما عجز المدافع البرازيلي ديفيد لويز عن تشتيتها.
وأنقذ تشيك فرصة مضاعفة النتيجة بعد تصديه لتسديدة قوية من المهاجم الإسباني الشاب أدريان لوبيز (ق17) وبعدها بدقيقة سدد التركي المتألق أردا توران كرة رأسية علت عارضة ابطال أوروبا بسنتيمترات.
وعاد فالكاو ليضيف الهدف الثاني بطريقة رائعة بعد أن سدد من الجبهة اليمنى تسديدة ولا أجمل في أقصى شباك تشيك (ق19) ليعمق جراح ابناء لندن، وهو هدف أشبه بآخر سجله في مرمى أثلتيك بلباو في نهائي دوري أوروبا.
ومنع القائم النجم الكولومبي من احراز الثالث بعد أن وجه برأسه كرة من مسافة قريبة من الشباك بعد أن أفلت من الرقابة كالعادة (ق35).
الا أن فالكاو كان أكثر اصرارا على تسجيل "الهاتريك"، فتحقق مبتغاه في آخر دقيقة بالشوط الأول بعد تلقيه تمريرة حريرية من توران جعلته في وضع الانفراد بتشيك ليوجه قذيفة أرضية في أقصى زاويته اليمنى.
فبعد ثلاثة أهداف وتسديدتين في القائم، بدا أن تشيلسي كالحاضر الغائب امام بطش فالكاو المدمر، وصلادة الدفاع المدريدي الذي منع أي محاولة لتهديد مرمى البلجيكي تيبو كورتوا، المنتقل من تشيلسي، والذي كان كضيف شرف.
ورغم البداية الهادئة للشوط الثاني، الا أن أتلتيكو كان عازما على زيادة الغلة الهجومية، فنجح المدافع البرازيلي جواو ميراندا من تسجيل الرباعية (ق60) بعد أن استغل التخبط الدفاعي لتشيلسي ليصوب بقدمه في المرمى ويتكفل المدافع جاري كاهيل بإيداع الكرة في الشباك.
وتصدى تشيك ببراعة لتسديدة مخادعة من كوكي (ق68) ليبعدها الى ركنية.
وقلص كاهيل الفارق للـ"بلوز" (ق74) من استغلال لهفوة دفاعية لأتلتيكو حيث تهيأت له الكرة امام مرمى كورتوا ليسدد أرضية قوية في شباكه، محرزا هدف حفظ ماء الوجه.
وأخرج سيميوني فالكاو في الدقائق الاخيرة من اللقاء ليلقى حفاوة وتصفيق حار من جماهير ملعب لويس الثاني، ويحل بدلا منه التركي المخضرم إيمري بلوظوغلو.
وكاد الهدف الخامس يأتي من "نيران صديقة" عبر ديفيد لويز الذي حول عرضية إيمري بلوظوغلو الى تسديدة في القائم، ليطلق الحكم بعدها صافرة الختام معلنا تتويج أتلتيكو مدريد بالكأس.