ينظم عدد كبير من شباب ثورة 25 يناير والائتلافات الثورية بمشاركة بعض الرياضيين ومجموعة من اللاعبين الحاليين والقدامى فى مختلف الألعاب والخبراء مظاهرة كبيرة «الجمعة» فى ميدان التحرير للدعوة لتطهير الرياضة المصرية وإبعاد الفاسدين فى مختلف مجالات الوسط الرياضى، ودعا الرياضيون جماهير الكرة المصرية ومجموعات «ألتراس» الأهلى والزمالك والإسماعيلى للتوافد على الميدان وحضور «جمعة التطهير» من أجل وضع حجر الأساس لرياضة مصرية نظيفة تزامناً مع موجة التطهير التى سيطرت على جميع المجالات والأصعدة فى مصر منذ ثورة 25 يناير المجيدة.
وقال محمد عبدالمنصف حارس مرمى الجونة ومنتخب مصر لـ«المصرى اليوم» وأحد أكبر الداعين والداعمين لجمعة تطهير الرياضة المصرية: «اتفقنا مع عدد كبير جداً من شباب الثورة وحصلنا على موافقة الكثير من الرياضيين وعدد من مسؤولى الأندية على المشاركة فى مظاهرة اليوم خصوصاً من الأندية المعارضة لسياسات اتحاد الكرة والأندية التى حضرت مؤتمر سموحة ومرتبطون أيضاً مع بعض الجهات التى ستشارك معنا، لم يسم هذه الجهات، فضلاً عن أن جماهير الأندية ومجموعات «ألتراس» الأهلى والزمالك والإسماعيلى سيكونون حاضرين».
وأضاف محمد عبدالمنصف: «الهدف من هذا التجمع السلمى هو تطهير الوسط الرياضى من الفساد الذى يملأه بما يتفق مع أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير التى لم تصل حتى الآن للوسط الرياضى رغم أنها تسعى لدخول جميع أوساط المجتمع لتغييرها للأفضل عما كانت عليه فى ظل النظام السابق».
يأتى هذا فى الوقت الذى رفض فيه الاتحاد العام للثورة الذى يضم ائتلافات وتحالف ثوار مصر الذى يضم أيضاً عدداً من كيانات شباب الثورة وبعض الرياضيين فكرة جمعة التطهير واقترحوا عقد مؤتمر بحضور بعض الشخصيات الرياضية المحترمة وخبراء الوسط الرياضى لتقديم توصيات ومطالبات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة دكتور عصام شرف لمساعدتهم فى تطهير الوسط الرياضى وتقديم بعض الأسماء التى لا يختلف عليها أحد وتنال ثقة الجميع لإحداث طفرة حقيقية فى كل مجالات الرياضة».
وكان الاتحاد العام للثورة وتحالف الثوار قد عقدا اجتماعاً الأربعاء اتفقا خلاله على تطهير الرياضة المصرية بعيداً عن مليونيات ميدان التحرير ونادوا بالبحث عن آليات جديدة لتطهير الوسط الرياضى دون الدعوة لحشد جموع الشعب فى ميدان التحرير، وأسفر الاجتماع عن أن الدعوة لجمعة تطهير اليوم لن تكون مجدية وتعتبر دعوة فئوية كما أنها جاءت مع دعوات مشبوهة أخرى منها الدعوة لإسقاط الحكومة وإسقاط المجلس العسكرى الذى يعتبره الثوار شريكاً فى ثورتهم كما أن الحكومة هى حكومة الثورة واتفقوا على أن الرياضة مجال مهم لكن هناك أولويات أكبر أمام الحكومة والمجلس العسكرى لابد من الانتهاء منها أولاً؟».
فيما أعلن نادر السيد نجم منتخب مصر السابق تأييده لخروج الرياضيين لميدان التحرير اليوم لتطهير الوسط الرياضى من الفاسدين وقال: للأسف حتى هذه اللحظة فإن ثورة 25 يناير لم تصل إلى الرياضة المصرية بصفة عامة ولكرة القدم والإعلام الرياضى بصفة خاصة مؤكداً وجود ضرورة ملحة لتغيير أوضاع المنظومة الرياضية رأساً على عقب إذا أردنا الإصلاح الحقيقى لمصر.
وحذر السيد من محاولات البعض تهميش دور الرياضة وكرة القدم فى مرحلة إعادة بناء الدولة الجديدة بعد انهيار النظام السابق، وقال إن حضارة الدول وتقدمها تقاس بمدى أهمية دور الرياضة بين أفراد شعوبها ونسبة الممارسين للرياضة بهذه الدولة باعتبارها مصدرا للتفاؤل وعاملاً تحفيزياً للبناء والازدهار والتقدم.
وشدد على أنه وجميع المخلصين من أبناء هذا الشعب يريدون المصلحة العامة للبلاد والذى لن تتحقق إلا إذا أخلص كل منا فى مجاله وفقا للقاعدة الأساسية: إذا أنصلح الفرد انصلح العالم وقال إنه لا يتهم أحداً بالفساد، فالكل يعلم الفاسد مهما حاول تزييف الحقيقة والتلون، مؤكداً أن الهدف من جمعة التطهير هو توجيه رسالة قوية وواضحة للمجلس العسكرى الذى يدير شؤون البلاد ولمجلس الوزراء بوقفة حازمة وصارمة مع الفاسدين بأن الفاسد إذا لم يجد من يحاسبه على فساده سيزداد فساداً.
ورفض نادر السيد نغمة العمل التطوعى فى مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية، مؤكداً أنها كلمة حق يراد بها باطل، وأن من يدعى أنه يعمل متطوعاً يبحث فقط عن مجد شخصى وتحقيق أهداف شخصية ليس أكثر وقال إن الجميع لابد أن يحرصوا على وصول رسالتنا اليوم للمجلس العسكرى للتدخل من أجل إنقاذ الوطن الرياضى من الدخلاء وأصحاب الأهواء والمصالح الشخصية.
وشدد على أن الرياضة لم تعد مجرد نشاط ترفيهى بدليل أن النظام السابق الفاسد اعتمد عليه بشكل أساسى فى إلهاء الناس من خلال دعمه للأندية والمنتخب الوطنى الأول وشغل الناس بها لدرجة أنهم نجحوا فى حصر هموم شعب قوامه 84 مليون نسمة فى هزيمة المنتخب فى السودان وإخفاقه فى الوصول للمونديال مثلاً وقال إن الرياضة لا غنى عنها إذا أردنا انتهاج الدرب السليم لإعادة النهضة وبناء مصرنا الحبيبة. وانتقد السيد حالة التوهان والتغييب التى تقودها البرامج الرياضية وتساءل كيف يعقل أن تناقش مثل هذه البرامج تعرض فريق لظلم تحكيمى أو ضربة جزاء صحيحة من عدمها أو هدف تسلل وغير ذلك فى وقت يحارب فيه أبناء الشعب لتأمين قوت يومهم وبناء بلدهم اقتصاديا وسياسياً.
فيما أشاد طاهر أبوزيد نجم الأهلى وعضو مجلس إدارته الأسبق بهذه الخطوة والخروج اليوم لمواجهة الفساد الرياضى ووصف جمعة اليوم بـ«الجريئة» وتمنى أن ينجح القائمون عليها فى الخروج بنتائج إيجابية تصب فى النهاية لمصلحة البلد وقال إنه مع أى روح جديدة تتماشى مع روح ثورة يناير خصوصاً أنها ليس لها أى دوافع شخصية وليست ضد أفراد محددين بقدر ما أنها ضد الفساد الرياضى باختلاف أنواعه.
وتابع: لا أحد ينكر وجود فساد وسلبيات فى المنظومة الرياضية فى العهد الماضى الذى دمر الأخضر واليابس وقال إن ما يرجوه الآن هو الوقوف مع كل من له علاقة داخل الوسط الرياضى بالنظام القديم وإعادة ترتيب الأوراق بحيث يتم التصدى للفاسدين وفتح صفحة جديدة مع من يريد بناء بلدنا الحبيب وتصحيح أخطاء الماضى.
وأوضح أن رجل الشارع العادى والفلاح البسيط فى مصر يستطيع أن يحدد الفاسدين فى الوسط الرياضى سواء فى الإعلام أو إدارات الأندية أو الاتحادات الرياضية لأن الأمر لن يكلفه كثيراً من الجهد والتعب ويكفى أن تسأل فقط هذا الرجل البسيط وهو يشير إليك إلى كل ما هو فاسد فى الرياضة المصرية دون عناء