سيطرت أزمة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة صباح الجمعة، بعدما تحولت لما يشبه كرة الثلج المندفعة التي يزداد حجمها مع مرور الوقت، جنبا إلى جنب مع الأزمة المشتعلة بين البرلمان وحكومة الجنزوري والتي وصلت ذروتها بانسحاب الوزراء من جلسة البرلمان المنعقدة على خلفية اتهامات من نواب الحرية والعدالة لهم بتقاضي أموال من الصناديق الخاصة الأمر الذي رفضته الحكومة وانسحبت على إثره من البرلمان ولم تعد إلا بعد اعتذار النواب.
وذكرت صحيفة (الشروق) أن الإخوان جمدوا طلب سحب الثقة من الجنزوري، في وقت قالت صحيفة الأخبار في عنوانها الرئيسي إن المجلس الشعب بدأ معركة البيان مع الحكومة وذلك في إشارة إلى رفض حزب الحرية والعدالة لبيان حكومة الدكتور كمال الجنزوري، وتعهدهم بسحب الثقة خلال 15 يوما.
بدورها أشارت صحيفة (المصري اليوم) إلى أن جماعة الإخوان بدأت في خلع الجنزوري وسط تهديدات باللجوء للشارع، بينما قالت صحيفة (الجمهورية) في عنوانها الرئيسي إن الأزمة بين البرلمان الجنزوري اشتعلت وسط تحذيرات من النواب بسيل من الاستجوابات التي من شأنها حسب وجهة نظرهم اسقاط الحكومة.
كما اهتمت الصحف بتقدم الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح أوراق ترشحة للجنة الانتخابات الرئاسية، واعتبرت صحيفة الجمهورية أن توجه أبوالفتوح للجنة وبحوزته 43 ألف توكيل بمثابة استعراض للعضلات إذ أن القانون ينص على 30 ألف توكيل فقط.
كما إهتمت الصحف بالحكم الصادر ضد الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان بالسجن لمدة 8 سنوات فضلاً عن سجن صهر الرئيس السابق 5 سنوات، كما أبرزت الصحف الصادرة صباح اليوم الجهود الحكومية لضبط الأسواق خاصة فيما يتعلق بتوفير السولار ومكافحة تهريبه.
وأبرزت الصحف في صفحاتها الأولى نبأ الإعلان عن أول لقاح مصري لمكافحة الحمى القلاعية، وفيما يتعلق باختيار خليفة البابا شنودة، ذكرت صحيفة الوفد أن اللجنة المشرفة على الانتخابات البابوية بدأت أعمالها رسميًا.
وفي الشأن العربي، اهتمت الصحف المصرية الصادرة صباح الجمعة بمتاعة القمة العربية والتي اختتمت أعمالها أمس الخميس فى العاصمة العراقية بغداد، ونقلت صحيفة (الأهرام) عن القادة العرب دعوتهم بضرورة تبني رؤية شاملة للإصلاح السياسي والاقتصادي ودعمهم للمطالب المشروعة للشعب السوري، ورفضهم في الوقت نفسه للتدخل العسكري بسوريا فضلاً عن الترحيب بتطورات الأوضاع في ليبيا.
وفي افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان : الشعب يراقب .. ويحاسب، تناولت صحيفة (الجمهورية) الازمة المشتعلة بسبب تشكيل اللجنة التأسيسية وأعربت الصحيفة عن اطمئنانها ، مشيرة إلى أن الشعب لم يغادر الميدان بل هو متابع ومراقب وسيحاسب علي كل خطأ.
وقالت الصحيفة إن القوي السياسية مهما كبرت تدرك أنه ليس في مقدورها وحدها تحمل مسئولية رسم وصنع مستقبل مصر الثوري بمعزل عن القوي الأخري، مؤكدة أن الشعب الذي قام بالثورة، وفي طليعته الشباب. مشارك أيضًا بالمتابعة والرقابة والتدخل الفعلي لتصحيح أي اعوجاج أو خروج عن دائرة العمل الجماعي لتنفيذ المراحل المستقبلية وفي مقدمتها صياغة الدستور.
بدورها تناولت صحيفة (الأهرام) في افتتاحية عددها الصادر اليوم الجمعة الأزمة الخاصة باللجنة التأسيسية، قالت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان: الحل الوسط ضروري ضروري للخروج من الأزمة، إن التوافق مكتوب علينا كمصريين بتلك المرحلة الحاسمة من تاريخنا، وهو مطلوب بالأخص عند كتابة الدستور الذى من المفترض أن يحدد لنا الطريق وطريقة التعامل معه.
وشددت على ضرورة أن يتوجه الفرقاء من الجانبين سواء الجانب الذى يصر على الجمعية التأسيسية صحيحة وقانونية أو الجانب الذى لايرى ذلك، إلى نقطة يلتقيان حولها بحيث يتنازل كل فريق عن بعض من أفكاره وتصوراته وشروطه.
وأضافت الصحيفة دون هذا التنازل المشترك سيكون من الصعب رؤية أى حل خاصة فى ظل الانسحابات المتوالية ليس من شخصيات عامة أو برلمانية فقط بل من أحزاب ومؤسسات مثل حزب (الوفد) والمحكمة الدستورية ثم الأزهر الشريف أمس.
وشددت على أن حزب ''الحرية والعدالة'' وجماعة الإخوان يتحملان مسئولية كبرى فى التوصل إلى توافق جديد حول التأسيسية، وكذلك انهاء مناخ الشك وعدم اليقين الذى يسود حاليا.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: لقد حان الوقت لأن نرمى كل هذه الخلافات وراء ظهورنا، ولن يكون ذلك الا بخروج القوى الرئيسية خاصة الإخوان برؤى ومواقف جديدة وجريئة وشجاعة وألا تتمسك بمواقف غير توافقية أضرت ولم تنفع ، والكرة الآن فى ملعب هذه القوى.