أثارت تصريحات اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، المرشح لرئاسة الجمهورية، التى اتهم فيها جماعة الإخوان المسلمين «بحرق أقسام الشرطة والمرافق العامة أثناء ثورة 25 يناير»، جدلاً واسعاً فى الأوساط السياسية، حيث أكد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى، أن «سليمان» بحكم منصبه السابق مطلع على حقائق، سوف يتم إزاحة الستار عنها قريبا، وستكون بمثابة مفاجآت تقلب الموازين، فيما رأت قيادات حزبية وخبراء سياسيون أن اتهامات «سليمان» «ليست سوى دعاية انتخابية ومحاولة لتجميل صورته».
كان «سليمان» قد صرح الخميس بأن «الإخوان» خطفوا الثورة من الشباب، ومارسوا العمل المسلح فى حرق أقسام الشرطة والعديد من المرافق الحيوية فى البلاد، وأنهم جهزوا قانون العزل السياسى على مقاسه بعد أن قرر الترشح لينزع العمامة عن رأس مصر، مشيرا إلى أن هناك الكثيرين ممن يخشون إفشاء هذه الأسرار ولهذا يقاومون ترشحى بعنف، وقريبا سأكشف العديد من الحقائق والأسرار أمام الشعب.
وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجى، إن «الحديث فى الوقت الراهن عن أحد من المرشحين ليس مناسبا»، مؤكدا أن «الأسبوعين المقبلين سيشهدان مفاجآت تقلب الموازين فى منافسات رئاسة الجمهورية»، رافضا التصريح عن ملامح تلك المفاجآت.
أضاف «سيف اليزل» أنه لا يستطيع الحكم عما إذا كانت هناك أدلة تثبت صحة تصريحات «سليمان» حول تورط الإخوان فى أحداث حرق أقسام الشرطة وغيرها، قائلا: «شغل اللواء عمر سليمان منصبا حساسا يمكن أن يكون قد توصل لحقائق حول أحداث ما بعد الثورة».
وطالب الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، «سليمان» بتقديم الدليل المادى على صحة اتهاماته لجماعة الإخوان المسلمين بالقيام بأعمال تخريبية أثناء ثورة 25 يناير، حتى يكشف للرأى العام مدى كذبهم، وعدم اللجوء إلى الاتهامات المرسلة التى تأتى بنتائج عكسية.
وشبه عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، تصريحات «سليمان» بأنها كلام رجل يشعر بانعدام فى الوزن وحديث النزع الأخير بما يصل إلى مرحلة الهذيان وقال: «لا أصدق أى كلمة تخرج من فم رجل عاش حياته فى خدمة نظام استبدادى لمدة 30 عاما وليس الشعب، وظل مشاركا بصورة أو بأخرى فى جرائمه فى حق المجتمع والقوى الوطنية»، مؤكدا أن الشعب نزع الغمامة وليس العمامة كما يدعى بإسقاطه ومبارك وحكومة أحمد شفيق، ويسعى إلى بناء الدولة الحديثة وتطهيرها من بقايا النظام السابق.
وقال أحمد خيرى، المتحدث الإعلامى باسم حزب المصريين الأحرار، إن تصريحات مدير المخابرات السابق، محاولة لتجميل وجهه وإعادة إنتاجه من جديد بعد تراجع شعبيته فى الشارع وكشف الشعب مدى ولائه لمبارك ونظامه، مضيفا: «هيبة الدولة لا تقوم على نزع العمامة كما يدعى «سليمان»، وإنما بعودة الأمن واحترام حقوق الإنسان والحريات وعزل بقايا النظام السابق ومحاكمة قتلة الثوار».
من جانبه، قال النائب الدكتور عماد جاد، الخبير السياسى، عضو مجلس الشعب، إن «سليمان» الذى يمثل جزءاً من النظام السابق يعلم أن القانون الذى وافق عليه مجلس الشعب، الخاص بعزل رموز النظام السابق ووقف ترشحهم لرئاسة الجمهورية، يستهدفه شخصيا، موضحا أن الأخير قرر الدخول فى مواجهة مباشرة مع الإخوان الذين يمثلون أكثرية المجلس.
وتابع: «النظام نفذ خطة ترويع من الثورة، أضرت بمصالح هؤلاء، لذا نجد كثيرين ضد الثورة، وهؤلاء هم من يوجه سليمان خطابه لهم».
أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فأكد أن هذه التصريحات رد فعل من «سليمان» على قانون العزل السياسى الذى وافق عليه مجلس الشعب، الخميس ، مستبعدا أن يكون لها أى دليل ملموس.
وعن فرص «سليمان» فى الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، قال الخبير السياسى، إن له فرصا قوية حال دعم بعض الأطراف له وعلى رأسهم المجلس العسكرى.
وتابع: «هناك من يدعمه بالفعل فى صدارتهم العسكرى وأنصار النظام السابق والمستفيدين منه، وهناك من لديه استعداد لدعمه من أصحاب النفوس الضعيفة ومن ترحم على نظام مبارك وأيامه».